@ 360 @ ألي هذه ؟ قال : ( لمن عمل بها من أمتي ) اه هذا لفظ البخاري في التفسير في ( سورة هود ) وفي رواية في الصحيح قال ( لجميع أمَّتي كلهم ) اه . .
فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألي هذه ؟ ومعنى ذلك : هل النص خاص بي لأني سبب وروده ؟ أو هو على عموم لفظه ؟ وقول النَّبي صلى الله عليه وسلم له : ( لجميع أمتي ) معناه أن العبرة بعموم لفظ { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } لا بخصوص السبب . والعلم عند الله تعالى . .
وقوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : { وَتَرَى الْفُلْكَ } أي السفن . وقد دل القرآن على أن ( الْفُلْك ) يطلق على الواحد وعلى الجمع ، وأنه إن أطلق على الواحد ذكر ، وإن أطلق على الجمع أنث . فأطلقه على المفرد مذكراً في قوله : { وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } . وأطلقه على الجمع مؤنثاً في قوله : { وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ } . وقوله : { مَوَاخِرَ } جمع ماخرة ، وهو اسم فاعل ، مخرت السفينة تمخر بالفتح وتمخر بالضم مخراً ومخوراً : جرت في البحر تشق الماء مع صوت . وقيل : استقبلت الريح في جريتها . والأظهر في قوله { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أنه معطوف على قوله : { لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيّا } ولعل هنا للتعليل كما تقدم . .
والشكر في الشرع : يطلق من العبد لربه . كقوله هنا { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وشكر العبد لربه : هو استعماله نعمه التي أنعم عليه بها في طاعته . وأما من يستعين بنعم الله على معصيته فليس من الشاكرين . وإنما هو كنود كفور . .
وشكر الرب لعبده المذكور في القرآن كقوله { فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } وقوله { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } : هو أن يثيب عبده الثواب الجزيل من العمل القليل . والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { وَأَلْقَى فِى الاٌّ رْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } . ذكر جل وعلا في هاتين الآيتين أربع نعم من نعمه على خلقه ، مبيناً لهم عظيم منته عليهم بها : .
الأولى إلقاؤه الجبال في الأرض لتثبت ولا تتحرك ، وكرر الامتنان بهذه النعمة في