@ 313 @ وقوله : { وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِى الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى } ، وقوله : { أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنَى } إلى غير ذلك من الآيات . قوله تعالى : { وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ } . ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الساعة آتية ، وأكد ذلك بحرف التوكيد الذي هو ( إنَّ ) وبلام الابتداء التي تزحلقها إن المكسورة عن المبتدأ إلى الخبر . وذلك يدل على أمرين : .
أحدهما إتيان الساعة لا محالة . .
والثاني أن إتيانها أنكره الكفار ، لأن تعدد التوكيد يدل على إنكار الخبر ، كما تقرر في فن المعاني . .
وأوضح هذين الأمرين في آيات أخر . فبين أن الساعة آتية لا محالة في مواضع كثيرة كقوله : { إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ } وقوله : { وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ } وقوله : { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } ، وقوله : { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ } ، وقوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ } ، وقوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } ، وقوله : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً . .
وبين جل وعلا إنكار الكفار لها في مواضع آخر . كقوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ } وقوله : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ } وقوله : { إِنَّ هَاؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الاٍّ وْلَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً . قوله تعالى : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } . أمر الله جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام في هذه الآية الكريمة أن يصفح عمن أساء الصفح الجميل . أي بالحلم والإغضاء . وقال علي وابن عباس : الصفح الجميل : الرضا بغير عتاب . وأمره صلى الله يشمل حكمة الأمة . لأنه قدوتهم والمشرع لهم . .
وبين تعالى ذلك المعنى في مواضع آخر . كقوله : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ