@ 287 @ . فعن قتادة للمتوسمين أي المعتبرين ، وعن مجاهد للمتوسمين أي المتفرسين ، وعن ابن عباس والضحاك للمتوسمين أي للناظرين ، وعن مالك عن بعض أهل المدينة للمتوسمين أي للمتأملين . .
ولا يخفى أن الاعتبار والنظر والتفرس والتأمل معناها واحد ، وكذلك قول ابن زيد ومقاتل للمتوسمين أي للمتفكرين ، وقول أبي عبيدة للمتوسمين أي للمبتصرين ، فمآل جميع الأقوال راجع إلى شيء واحد وهو أن ما وقع لقوم لوط فيه موعظة وعبرة لمن نظر في ذلك وتأمل فيه حق التأمل وإطلاق التوسم على التأمل والنظر ، والاعتبار مشهور في كلام العرب ومنه قول زهير : فمآل جميع الأقوال راجع إلى شيء واحد وهو أن ما وقع لقوم لوط فيه موعظة وعبرة لمن نظر في ذلك وتأمل فيه حق التأمل وإطلاق التوسم على التأمل والنظر ، والاعتبار مشهور في كلام العرب ومنه قول زهير : % ( وفيهن ملهى للصديق ومنظر % أنيق لعين الناظر المتوسم ) % .
أي المتأمل في ذلك الحسن ، وقول طريق بن تميم العنبري : أي المتأمل في ذلك الحسن ، وقول طريق بن تميم العنبري : % ( أو كلما وردت عكاظ قبيلة % بعثوا إلى عريفهم يتوسم ) % .
أي ينظر ويتأمل . وقال صاحب الدر المنثور وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسّمِينَ } قال : للناظرين . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله : { لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسّمِينَ } : قال للمعتبرين . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسّمِينَ } قال : هم المتفرسون . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد في قوله : { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } قال : هم المتفرسون . وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن السني وأبو نعيم معاً في الطب وابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) ثم قرأ { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } قال : ( للمتفرسين ) . وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن فإن المؤمن ينظر بنور الله ) . وأخرج ابن جرير عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إحذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله وينطق بتوفيق الله ) . وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن السني وأبو نعيم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم ) . اه . قوله تعالى : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } . بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن ديار قوم