@ 212 @ رضي الله عنهما قال : لما همت به تزينت ثم استلقت على فراشها ، وهم بها جلس بين رجليها يحل تبانه نودي من السماء ( يا ابن يعقوب ، لا تكن كطائر ينتف ريشه فيبقى لا ريش له ) فلم يتعظ على النداء شيئاً ، حتى رأى برهان ربه جبريل عليه السلام في صورة يعقوب عاضاً على أصبعيه . ففزع فخرجت شهوته من أنامله ، فوثب إلى الباب فوجده مغلقاً ، فرفع يوسف رجله فضرب بها الباب الأدنى فانفرج له ، وأتبعته فأدركته ، فوضعت يديها في قميصه فشقته حتى بلغت عضلة ساقه ، فألفيا سيدها لدى الباب . .
وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، وأبو نعيم في الحلية ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه سئل عن هم يوسف عليه السلام ما بلغ ؟ قال : حل الهميان يعني السراويل وجلس منها مجلس الخاتن ، فصيح به ، يا يوسف لا تكن كالطير له ريش ، فإذا زنى قعد ليس له ريشا ! .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } قال : طمعت فيه وطمع فيها ، وكان من الطمع أن هم بحل التكة ، فقامت إلى صنم مكلل بالدر واليواقيت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه ، فقال : أي شيء تصنعين ؟ فقالت : استحيي من إلهي أن يراني على هذه الصورة . فقال يوسف عليه السلام : تستحيين من صنم لا يأكل ولا يشرب ، ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبتا ثم قال : لا تنالينها مني أبداً وهو البرهان الذي رأى . .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وَهَمَّ بِهَا } قال : حل سراويله حتى بلغ ثنته ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ، فمثل له يعقوب عليه السلام فضرب بيده على صدره فخرجت شهوته من أنامله . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } قال : رأى صورة أبيه يعقوب في وسط البيت عاضاً على إبهامه ، فأدبر هارباً وقال : وحقك يا أبت لا أعود أبداً . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عكرمة ، وسعيد بن جبير في قوله : { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } قالا : حل السراويل وجلس منها مجلس الخاتن ، فرأى صورة فيها وجه يعقوب عاضاً على أصابعه ، فدفع صدره فخرجت الشهوة من أنامله ، فكل ولد يعقوب قد ولد له اثنا عشر ولداً إلا يوسف عليه السلام ، فإنه نقص بتلك الشهوة ولداً فلم يولد له غير أحد عشر ولداً . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } قال : تمثل له يعقوب عليه السلام فضرب في صدر يوسف فطارت شهوته من أطراف أنامله ، فولد لكل ولد يعقوب اثنا عشر ذكراً ، غير يوسف لم يولد له إلا غلامان . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه ، في قوله : { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } قال : رأى يعقوب عاضاً على أصابعه يقول : يوسفا يوسفا . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ، في الآية قال : رأى آية من آيات ربه حجزه الله بها عن معصيته . ذكر لنا أنه مثل له يعقوب عاضاً على أصبعيه ، وهو يقول له : يا يوسفا أتهم بعمل السفهاء ، وأنت مكتوب في الأنبياءا فذلك البرهان . فانتزع الله كل شهوة كانت في مفاصله . .
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ، في قوله : { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } . قال : مثل له يعقوب عليه السلام عاضاً على أصبعيه يقول : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ، اسمك مكتوب في الأنبياء ، وتعمل عمل السفهاء . .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ، قال : رأى صورة يعقوب عليه السلام في الجدار . .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن الحسن رضي الله عنه ، قال : زعموا أن سقف البيت انفرج ، فرأى يعقوب عاضاً على أصبعيه .