@ 210 @ باللام . وبغير لام تقول : لولا زيد لأكرمتك . ولولا زيد أكرمتك . فمن ذهب إلى أن قوله : { هُمْ * بِهَا } نفس الجواب لم يبعد . ولا التفات لقول ابن عطية : إن قول من قال : إن الكلام قد تم في قوله : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } وإن جواب { لَوْلاَ } في قوله : { وَهَمَّ بِهَا } وإن المعنى : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، فلم يهم يوسف عليه السلام . .
قال : وهذا قول يرده لسان العرب وأقوال السلف اه . .
أما قوله : يرده لسان العرب فليس كما ذكر . وقد استدل من ذهب إلى جواز ذلك بوجوده في لسان العرب ، قال الله تعالى : { إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } فقوله : { إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ } : إما أن يتخرج على أن الجواب على ما ذهب إليه ذلك القائل ، وإما أن يتخرج على ما ذهبنا إليه من أنه دليل الجواب ، والتقدير : لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به . .
وأما أقوال السلف : فنعتقد أنه لا يصح عن أحد منهم شيء من ذلك ، لأنها أقوال متكاذبة يناقض بعضها بعضاً ، مع كونها قادحة في بعض فساق المسلمين فضلاً عن المقطوع لهم بالعصمة . .
والذي روي عن السلف لا يساعد عليه كلام العرب . لأنهم قدروا جواب { لَوْلاَ } محذوفاً ولا يدل عليه دليل . لأنهم لم يقدروا لهم بها ولا يدل كلام العرب إلا على أن يكون المحذوف من معنى ما قبل الشرط . لأن ما قبل الشرط دليل عليه اه . محل الغرض من كلام أبي حيان بلفظه . .
وقد قدمنا أن هذا القول هو أجري الأقوال على لغة العرب ، وإن زعم بعض العلماء خلاف ذلك . .
فبهذين الجوابين تعلم أن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بريء من الوقوع فيما لا ينبغي ، وأنه إما أن يكون لم يقع منه أصلاً بناء على أن الهم معلق بأداة الامتناع التي هي { لَوْلاَ } على انتفاء رؤية البرهان ، وقد رأى البرهان فانتفى المعلق عليه ، وبانتفائه ينتفي المعلق الذي هو همه بها كما تقدم إيضاحه في كلام أبي حيان . .
وإما أن يكون همه خاطراً قلبياً صرف عنه وازع التقوى ، أو هو الشهوة والميل الغريزي المزموم بالتقوى كما أوضحناه . فبهذا يتضح لك أن قوله : { وَهَمَّ بِهَا } لا يعارض ما قدمنا من الآيات على براءة يوسف من الوقوع فيما لا ينبغي .