@ 200 @ .
تزوج امرأة من كنانة تسمى ( الغيطلة ) وهي أم بعض أولاده . فسمي بنو سهم الغياطل . لأن قيس بن عدي المذكور سيدهم . .
فهذه الآيات القرآنية تدل على أن الله قد يعين المؤمن بالكافر لتعصبه له ، وربما كان لذلك أثر حسن على الإسلام والمسلمين . وقد يكون من منن الله على بعض أنبيائه المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم . وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفي المثل : ( اجتن الثمار وألق الخشبة في النار ) . .
فإذا عرفت دلالة القرآن على أن المسلم قد ينتفع برابطة نسب وعصيبة من كافر ، فاعلم أن النداء بالروابط العصيبة لا يجوز . لإجماع المسلمين على أن المسلم لا يجوز له الدعاء بيا لبني فلان ونحوها . .
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث جابر رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال في تلك الدعوة : ( دعوها فإنها منتنة ) . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوها ) يدل على وجوب تركها . لأن صيغة أفعل للوجوب إلا لدليل صارف عنه ، وليس هنا دليل صارف عنه . ويؤكد ذلك تعليله الأمر بتركها بأنها منتنة ، وما صرح النَّبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بتركه وأنه منتن لا يجوز لأحد تعاطيه ، وإنما الواجب على المسلمين النداء برابطة الإسلام التي هي من شدة قوتها تجعل المجتمع الإسلامي كله كأنه جسد إنسان واحد . فهي تربطك بأخيك المسلم كربط أعضائك بعضها ببعض ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . .
وإذا تأملت قوله تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } تحققت أن الروابط النسبية تتلاشى مع الروابط الإسلامية ، وقد قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } وقال : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } . .
ولا يخفى أن أسلافنا معاشر المسلمين إنما فتحوا البلاد ومصروا الأمصار بالرابطة الإسلامية ، لا بروابط عصبية ، ولا بأواصر نسبية . قوله تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاٌّ رْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ } . قيد تعالى خلود أهل الجنة وأهل النار بالمشيئة . فقال في كل منهما : { السَّمَاوَاتُ وَالاٌّ رْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ } ثم بين عدم الانقطاع في كل منهما ، فقال في خلود أهل الجنة : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا } { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } .