@ 491 @ ولم يبين المراد بالأكابر هنا ولا كيفية مكرهم وبين جميع ذلك في مواضع أخر : فبين أن مجرميها الأكابر هم أهل الترف والنعمة في الدنيا بقوله : { ومآ أرسلنا فى قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا بمآ أرسلتم به كافرون } وقوله : { وكذلك مآ أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا وجدنآ آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } . ونحو ذلك من الآيات . .
وبين أن مكر الأكابر المذكور : هو أمرهم بالكفر بالله تعالى وجعل الأنداد له بقوله : { وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننآ أن نكفر بالله ونجعل له أندادا } وقوله : { ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن ءالهتكم } . .
وأظهر أوجه الإعراب المذكورة في الآية عندي اثنان : .
أحدهما : أن أكابر مضاف إلى مجرميها وهو المفعول الأول لجعل التي بمعنى صير والمفعول الثاني هو الجار والمجرور أعني في كل قرية . .
والثاني : أن مجرميها مفعول أول . وأكابر مفعول ثان أي جعلنا مجرميها أكابرها والأكابر جمع الأكبر . قوله تعالى : { وإذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتى رسل الله } . .
يعنون أنهم لن يؤمنوا حتى تأتيهم الملائكة بالرسالة كما أتت الرسل كما بينه تعالى في آيات أخر كقوله : { وقال الذين لا يرجون لقآءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا الاية } . وقوله : { أو تأتى بالله والملائكة قبيلا } إلى غير ذلك من الآيات . { } .
قوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } . .
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن هذه الآية الكريمة فقيل : كيف يشرح صدره يا رسول الله ؟ صلى الله عليه وسلم قال : نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح . قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت ويدل لهذا قوله تعالى : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه }