@ 468 @ $ 1 ( سورة الأنعام ) 1 $ ! 7 < { ق وله تعالى : { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } . .
في قوله تعالى { يعدلون } وجهان للعلماء : .
أحدهما : أنه من العدول عن الشئ بمعنى الانحراف والميل عنه وعلى هذا فقوله { بربهم } متعلق بقوله { كفروا } وعليه فالمعنى : إن الذين كفروا بربهم يميلون وينحرفون عن طريق الحق إلى الكفر والضلال وقيل على هذا الوجه : إن الباء بمعنى عن أي يعدلون عن ربهم فلا يتوجهون إليه بطاعة ولا إيمان . .
والثاني : أن الباء متعلقة بيعدلون ومعنى يعدلون يجعلون له نظيرا في العبادة من قول العرب : عدلت فلانا بفلان إذا جعلت له نظيرا وعديلا . ومنه قول جرير : الوافر : % ( أثعلبة الفوارس أم رياحا % عدلت بهم طهية والخشابا ) % .
يعني أجعلت طهية والخشاب نظراء وأمثالا لبني ثعلبة وبني رياح وهذا الوجه الأخير يدل له القرآن كقوله تعالى عن الكفار الذين عدلوا به غيره : { تالله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين } وقوله تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } وأشار تعالى في آيات كثيرة إلى أن الكفار ساووا بين المخلوق والخالق قبحهم الله تعالى كقوله : { أم جعلوا لله شركآء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار } وقوله : { أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون } وقوله : { ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركآء فى ما رزقناكم فأنتم فيه سوآء } إلى غير ذلك من الآيات وعدل الشئ في اللغة مثله ونظيره قال بعض علماء العربية : إذا كان من جنسه فهو عدل بكسر العين وإذا كان من غير جنسه فهو عدل بفتح العين ومن الأول قول مهلهل : الوافر : %