@ 145 @ .
وتقدم الكلام عليه هناك . .
وتقدم للشيخ رحمه الله تعالى علينا وعليه بيان معنى { مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } ، عند قوله تعالى : { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . .
وساق كل النصوص في هذا المعنى بتمامها . .
تنبيه .
في هذه الآية سؤالان هما : .
أولاً : لقد كان صلى الله عليه وسلم مع قومه في مكة ملاطفاً حليماً ، فكيف جابه عمه بهذا الدعاء : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ } ؟ والجواب : أنه كان يلاطفهم ما دام يطمع في إسلامهم ، فلما يئس من ذلك ، كان هذا الدعاء في محله ، كما وقع من إبراهيم عليه السلام ، كان يلاطف أياه { ياأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ } . { ياأَبَتِ إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } ، فلما يئس منه تبرأ منه كما قال تعالى : { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } . .
والسؤال الثاني : وهو مجيء قوله تعالى : { وَتَبَّ } ، بعد قوله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ } ، مع أنها كافية سواء كانت إنشاء للدعاء عليه أو إخباراً بوقوع ذلك منه . .
والجواب ، واللَّه تعالى أعلم : أن الأول لما كان محتملاً الخبر ، وقد يمحو الله ما يشاء ويثبت ، أو إنشاء وقد لا ينفذ كقوله : { قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } ، أو يحمل على الذم فقط ، والتقبيح فجاء ( وتب ) لبيان أنه واقع به لا محالة ، وأنه ممن حقت عليهم كلمات ربك لييأس صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون من إسلامه . وتنقطع الملاطفة معه ، واللَّه تعالى أعلم . .
وقد وقع ما أخبر الله به ، فهو من إعجاز القرآن أن وقع ما أخبر به ، كما أخبر ولم يتخلف . .
{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } ، وقوله : { كَذَلِكَ حَقَّت