@ 138 @ .
ويأتيهم الجواب { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } . .
وجاء قوله صلى الله عليه وسلم : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) . .
وقد قال تعالى لموسى وأخيه { لاَ تَخَافَآ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى } ، فهو نصر معية وتأييد ، فالنصر هنا عام . .
وكذلك الفتح في الدين بانتشار الإسلام ، وأعظم الفتح فتحان : فتح الحديبية ، وفتح مكة . .
إذ الأول تمهيد للثاني ، والثاني قضاء على دولة الشرك في الجزيرة ، ويدل لإرادة العموم في النصر والفتح . { وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً } . فكأن الناس يأتون من كل جهة حتى من اليمن ، وهذا يدل على كمال الدعوة ونجاح الرسالة . .
ويدل لهذا مجيء آية { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً } ، وكان نزولها في حج تلك السنة . .
ويلاحظ أن النصر هنا جاء بلفظ نصر اللَّه ، وفي غير هذا جاء نصر اللَّه ، وما النصر إلا من عند اللَّه . .
ومعلوم أن هذه الإضافة هنا لها دلالة تمام وكمال ، كما في بيت اللَّه . مع أن المساجد كلها بيوت للَّه ، فهو مشعر بالنصر كل النصر ، أو بتمام النصر كله لرسول الله صلى الله عليه وسلم . .
والفتح ، هنا قيل : هو فتح مكة ، وقيل فتح المدائن وغيرها . .
وتقدمت الإشارة إلى فتوحات عديدة ، قبل مكة . .
وهناك فتوحات موعود بها بعد فتح مكة نص صلى الله عليه وسلم عليها منها في غزوة الأحزاب وهم يحفرون الخندق ، لما اعترضتهم كدية وأعجزتهم ، ودعى إليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فأخذ ماء وتمضمض ودعا ما شاء الله أن يدعو ثم ضرب ، فكانت كالكثيب .