@ 128 @ .
وبعدها سورة القدر : أعطاه ليلة خيراً من ألف شهر . .
وبعدها سورة البينة : جعل أمته خير البرية ، ومنحهم رضاه عنهم ، وأرضاهم عنه . .
وبعدها سورة الزلزلة : حفظ لهم أعمالهم ، فلم يضيع عليهم مثقال الذرة من الخير . .
وفي سورة العاديات : أكبر عمل الجهاد ، فأقسم بالعاديات في سبيل اللَّه ، والنصر على الأعداء . .
وفي سورة التكاثر : تربيتهم على نعمه ليشكروها ، فيزيدهم من فضله . .
وفي سورة العصر : جعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، تؤمن باللَّه وتعمل الصالحات ، وتتواصى بالحق وتدعو إليه ، وتتواصى بالصبر ، وتصبر عليه . .
وبعدها في سورة قريش : أكرم الله قومه ، فآمنهم وأعطاهم رحلتيهم . .
وفي السورة التي قبلها مباشرة ، وهي سورة الماعون : يمكن عمل مقارنة تامة أولاً . .
وفي الجملة ، لئن كان المنافقون يمنعون الماعون ، فقد أعطيناك الخير الكثير ، ثانياً . .
وعلى التفصيل ففي الأولى : وصف المنافقين والمكذبين بدع اليتيم ، وفي الضحى قد بين له حق اليتيم { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } ، فكان هو خير موكل ، وخير كافل ، ووصفهم هنا بأنهم لا يحضون على طعام المسكين . .
وقد أوضح له في الضحى ، { وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } ، فكان يؤثر السائل على نفسه ، وهؤلاء ساهون عن صلاتهم يراءون بأعمالهم . .
وفي هذه السورة { فَصَلِّ لِرَبِّكَ } ، أداء الصلاة وخالصة لربه ، وإطعام المسكين بنحر الهدى والضحية والصدقة ، وكل ذلك خير كثير ، يضاف إليه ما جاءت به السنة ، كما في حديث : ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة ، وحلّت لي الغنائم ، ولم تكن تحل لأحد قبلي . وكان النَّبي يبعث لقومه خاصة ، فبعث للناس كافة ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل ) .