@ 13 @ .
الخامسة : خلق الإنسان من علق ، ولم يذكر ما قبل العلقة من نطفة أو خلق آدم من تراب . .
السادسة : إعادة الأمر بالقراءة مع وربك الأكرم ، بدلاً من أي صفة أخرى ، وبدلاً من الذي خلق المتقدم ذكره . .
الثامنة : التعليم بالقلم . .
التاسعة : تعليم الإنسان ما لم يعلم . .
لما كانت هذه السورة هي أول سورة نزلت من القرآن ، وكانت تلك الآيات الخمس أول ما نزل منها على الصحيح ، فهي بحق افتتاحية الوحي ، فكانت موضع عناية المفسرين وغيرهم ، والكلام على ذلك مستفيض في كتب التفسير والحديث والسيرة ، فلا موجب لإيراده هنا . ولكن نورد الكلام على ما ذكرنا من موضوع الكتاب إن شاء اللَّه . .
أما المسألة الأولى : قوله تعالى : { اقْرَأْ } ، فالقراءة لغة الإظهار ، والإبراز ، كما قيل في وصف الناقة : لم تقرأ جنيناً ، أي لم تنتج . .
وتقدم للشيخ بيان هذا المعنى لغة وتوجيه الأمر بالقراءة إلى نبي أمي لا تعارض فيه ، لأن القراءة تكون من مكتوب وتكون من متلو ، وهنا من متلو يتلوه عليه جبريل عليه السلام ، وهذا إبراز للمعجزة أكثر ، لأن الأمي بالأمس صار معلماً اليوم . وقد أشار السياق إلى نوعي القراءة هذين ، حيث جمع القراءة مع التعليم بالقلم . .
وفي قوله تعالى : { اقْرَأْ } بدء للنبوة وإشعار بالرسالة ، لأنه يقرأ كلام غيره . .
وقوله تعالى : { بِاسْمِ رَبِّكَ } ، تؤكد لهذا الإشعار ، أي ليس من عندك ولا من عند جبريل الذي يقرئك . .
وقد قدمنا الرد على كونه صلى الله عليه وسلم لم يكتب ولا يقرأ مكتوباً ، من أنه صيانة للرسالة ، كما أنه لم يكن يقول الشعر وما ينبغي له ، إذاً لارتاب المبطلون . .
كما قال تعالى : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } . وذلك عند قوله تعالى : { هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ } .