@ 553 @ .
تنبيه .
قد قيل أيضاً : إن المراد بقوله : { وَسَيُجَنَّبُهَا الاٌّ تْقَى * الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى } ، إلى آخر السورة . نازل في أبي بكر رضي الله عنه ، لما كان يعتق ضعفة المسلمين ، ومن يعذبون على إسلامهم في مكة ، فقيل له : لو اشتريت الأقوياء يساعدونك ويدافعون عنك . فأنزل الله الآيات إلى قوله : { وَمَا لاًّحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاٌّ عْلَى } ، وابتغاء وجه رب هو بعينه ، وصدق بالحسنى أي لوجه الله يرجو الثواب من اللَّه . .
وكما تقدم ، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وإن صورة السبب قطعية الدخول . فهذه بشرى عظيمة للصديق رضي الله عنه ، ولسوف يرضى في غاية من التأكيد من الله تعالى ، على وعده إياه صلى الله عليه وسلم وأرضاه . .
وذكر ابن كثير : أن في الصحيحين أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال : ( من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة : يا عبد اللَّه هذا خير ، فقال أبو بكر : يا رسول اللَّه ، ما على من يدعي منها ضرورة ، فهل يدعي منها كلها أحد ؟ نعم ، وأرجو أن تكون منهم ) . ا ه . .
وإنا لنرجو الله كذلك فضلاً منه تعالى . .
تنبيه .
في قوله تعالى : { وَلَسَوْفَ يَرْضَى } ، وذكر ابن كثير إجماع المفسرين أنها في أبي بكر رضي الله عنه أعلى منازل البشرى ، لأن هذا الوصف بعينه ، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم قطعاً في السورة بعدها ، سورة الضحى { وَلَلاٌّ خِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الاٍّ ولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } ، فهو وعد مشترك للصديق وللرسول صلى الله عليه وسلم ، إلاَّ أنه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أسند العطاء فيه للَّه تعالى بصفة الربوبية { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ } كما ذكر فيه العطاء ، مما يدل على غيره صلى الله عليه وسلم ، وهو معلوم بالضرورة من أنه صلى الله عليه وسلم له عطاءات لا يشاركه فيها أحد ، على ما سيأتي إن شاء اللَّه .