@ 494 @ على الكفار ، لأنه وقت الجزاء والوصول إلى العذاب للتحذير منه . ا ه . .
فظهر بذلك أن الضمير في رجعه عائد للإنسان أي بعد موته بالبعث ، وأن العامل هو ( لقادر ) . { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ . تقدم للشيخ رحمة الله علينا وعليه بيانه عند الكلام على قوله تعالى : { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } ، وساق عندها هذه الآية ، وسيأتي التصريح به في سورة العاديات عند قوله تعالى : { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ } . وقد أجمل ابتلاء السرائر . .
وكذلك أجمل الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بإيراد الآيات . .
وذكر المفسرون : أن المراد بها أمانة التكليف فيما لا يعلمه إلاَّ اللَّه ، ومثلوا لذلك بالحفاظ على الطهارة للصلاة ، وغسل الجنابة ، وحفظ الصوم ، ونحو ذلك . ومنه العقائد وصدق الإيمان أو النفاق ، عياذاً باللَّه . .
والسرائر : هي كل ما يخفيه الإنسان حتى في المعاملات مع الناس ، كما في الأثر ( الكيس من كانت له عند الله خبيئة سر ) ، وقوله : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ } ، فالسر ضد الجهر ، وقال الأحوص : وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ } ، فالسر ضد الجهر ، وقال الأحوص : % ( سَيبقى لها في مُضمَر القَلب والحَشا % سريرة ود يوم تُبلَى السرائرُ ) % .
قال أبو حيان : سمعه الحسن ، فقال : ما أغفله عما في السماء والطارق . { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } . قالوا : ليس من قوة في نفسه لضعفه ، ويدل عليه قوله : { وَعُرِضُواْ عَلَى رَبِّكَ صَفَا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . .
وقوله : { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } أي من الضعف وشدة الخوف ، ولا ناصر له من غيره ، كما في قوله : { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } .