@ 420 @ لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرِى } ، ولا يوجد اليوم أكرم على الله من نبي الله موسى وأخيه هارون . .
ومع ذلك فيكون منهج الدعوة من أكرم خلق الله إلى أكفر عباد الله بهذا الأسلوب الهادىء اللين الحكيم منطلقاً من قوله تعالى : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } فكانا كما أمرهما الله ، وقالا كما علمهما الله ، { هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } ، وهذا المنهج هو تحقيق لقوله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } . .
وقد وضع القرآن منهجاً متكاملاً للدعوة إلى الله ، وفصله العلماء بما يشترط في الداعي والمدعو إليه ، ومراعاة حال المدعو . .
وقد قدم الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه . { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } من سورة المائدة . .
وقوله تعالى : { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } في سورة هود . .
وقوله تعالى : { وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } في سورة النحل . .
ومجموع ذلك كله يشكل منهجاً كاملاً لمادة طريق الدعوة إلى الله تعالى ، فيما يتعلق بالداعي والمدعو وما يدعو إليه ، وكيفية ذلك والحمد لله . { فَأَرَاهُ الاٌّ يَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى } . ذكر هنا الآية الكبرى فقط ، وذكر تعالى منها أن فرعون جمع بين التَّكذيب والعصيان ، وتقدم في سورة القمر قوله : { وَلَقَدْ جَآءَ ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ . .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك هناك . { فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الاٌّ خِرَةِ وَالاٍّ وْلَى } . النكال : هو اسم لما جعل نكالاً للغير ، أي عقوبة له حتى يعتبر به ، والكلمة من