@ 373 @ : كَلاَّ لاَ وَزَرَ } . قرىء برق بكسر الراء وفتحها فبالكسر فزع ، ودهش أصله من برق الرجل ، إذا نظر إلى البرق فدهش بصره ، ومنه قول ذي الرمة : % ( لو أن لقمان الحكيم تعرضت % لعينيه ميّ سافراً كاد يبرق ) % .
وقول الأعشى : وقول الأعشى : % ( وكنت أرى في وجه مية لمحة % فأبرق مغشياً على مكانيا ) % .
وبرق بالفتح شق بصره ، وهو من البريق ، أي لمع بصره من شدة شخوصه . .
قال أبو حيان : والواقع أنه لا مانع من إرادة المعنيين ما دامت القراءتان صحيحتان ، وقد يشهد لهذا النص في سورة إبراهيم في قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } . .
قال ابن كثير : ينظرون من الفزع هكذا وهكذا ، لا يستقر لهم بصر من شدة الرعب . .
وقوله : { يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلاَّ لاَ وَزَرَ } تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة ص على قوله تعالى : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } . قوله تعالى : { يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } . المراد بما قدم هنا هو ما قدمه من عمل ليوم القيامة ، كما في قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يالَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيانه عند قوله تعالى { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } من سورة الزمر . قوله تعالى : { بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } . بينه قوله تعالى : { اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } . .
وقوله : { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا } وتقدم في سورة الكهف . قوله تعالى : { وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } . أي أنها لا تنفعه آنذاك ، كما في قوله تعالى : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } .