@ 331 @ مسجدي ) بالإضافة إليه صلى الله عليه وسلم ، والإضافة تفيد التخصيص أو التعريف . .
وفيه معنى العموم والشمول ، والآن مع الزيادة في كل زمان وعلى مر الأيام ، فإنه لم يزل هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه كان تصريح عمر إنه لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . .
أقوال العلماء : الجمهور على أن المضاعفة في جميع أجزائه بما فيها الزيادة ، ونقل عن النووي في شرح مسلم : أنها خاصة بالمسجد . .
الأول : قبل الزيادة ، وقيل : إنه رجع عنه . وهذا الرجوع موجود في المجموع شرح المهذب ، وعليه فلم يبق خلاف في المسألة . .
وقال ابن فرحون : وقفت على كلام لمالك سئل عن ذلك فقال : ما أراه عليه السلام أشار بقوله : ( في مسجدي هذا ) إلا لما سيكون من مسجد بعده ، وأن الله أطلعه على ذلك . .
وقد قدمت الإشارة إلى أن عمر رضي الله عنه ما زاد في المسجد إلا بعد أن سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم رغبته في الزيادة ، فيكون تأييداً لقول مالك رحمه الله . وروي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال يوماً وهو في مصلاه في المسجد ( لو زدنا في مسجدنا ) وأشار بيده نحو القبلة . .
وفي رواية : ( إني أريد أن أزيد في قبلة مسجدنا ) ، مما يدل على أن الزيادة كانت في حسبان رسول الله صلى الله عليه وسلم . .
ومع الرغبة في الزيادة لم تأت إشارة إلى ما يغير حكم الصلاة في تلك الزيادة المنتظرة ، ولا يقال إنها قبل وجودها لا يتعلق بها حكم ، لأننا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رتب أحكاماً على أمور لم توجد بعد كمواقيت الإحرام المصري والشامي والعراقي ، وكقوله صلى الله عليه وسلم ( ستفتح اليمن ، وستفتح الشام ، وستفتح العراق ) ، ومع كل منها يقول : ( سيؤتى بأقوام يبسون هلم إلى الرخاء والسعة فيحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ) . .
وقال البعض : إن قوله صلى الله عليه وسلم ( في مسجدي هذا ) لدفع توهم دخول سائر المساجد المنسوبة إليه بالمدينة غير هذا المسجد ، لا لإخراج ما سيزاد في المسجد النبوي . قاله