@ 229 @ السَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً } في سورة الأنبياء . .
وعند قوله : { أَفَلَمْ يَنظُرُواْ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ } في سورة ق . .
ولعل مجيء هذه الآية بعد { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } توجيه لي حسن صنع الله وإبداعه في خلقه { مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِن تَفَاوُتٍ } . قوله تعالى : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ } . تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان زينة السماء بالمصابيح ، وجعلها رجوماً للشياطين بياناً كاملاً عند قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } . .
وقد ذكر طرفاً من هذا البحث في سورة الفرقان لا بد من ضمه لي هذا المبحث هناك لارتباط بعضها ببعض . .
تنبيه .
فقد ظهرت تلك المخترعات الحديثة ونادى أصحاب النظريات الجديدة والناس ينقسمون إلى قسمين : قسم يبادر بالإنكار وآخر يسارع للتصديق ، وقد يستدل كل من الفريقين بنصوص من القرآن أو السنة . ولعل من الأولى أن يقال : إن النظريات الحديثة قسمان : نظرية تتعارض مع صريح القرآن ، فهذه مردودة بلا نزاع كنظرية ثبوت الشمس مع قوله تعالى : { وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا } . .
ونظرية لا تتعارض مع نص القرآن ولم ينص عليها ، وليس عندنا من وسائل العلم ما يؤيدها ولا يرفضها . فالأولى أن يكون موقفنا موقف التثبت ولا نبادر بحكم قاطع إيجاباً أو نفياً ، وذلك أخذاً من قضية الهدهد وسبأ مع نبي الله سليمان لما جاء يخبرهم . وكان عليه السلام لم يعلم عنهم شيئاً فلم يكذب الخبر بكونه من الهدهد ولم يصدقه لأنه لم يعلم عنهم سابقاً ، مع أنه وصف حالهم وصفاً دقيقاً . .
وكان موقفه عليه السلام موقف التثبت مع ما لديه من إمكانيات الكشف والتحقيق من