@ 160 @ راتبة الظهر انتقلت إلى الجمعة ، ولا علاقة لها بالأذان ، بل من حين مجيئه إلى المسجد . قوله تعالى : { مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ } . قال الزمخشري ونقله عنه أبو حيان من في قوله { مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ } بيان لإذا وتفسير له ا ه . .
يعني : إذا نودي فهي بيان لإذا الظرفية وتفسير لها . .
والجمعة : بضم الجيم والميم قراءة الجمهور . وبضم الجيم وتسكين الميم قراءة عبد الله بن الزبير والأعمش وغيرهما ، وهما لغتان وجمعهما جمع وجمعات . .
قال الفراء : يقال الجمعة بإسكان الميم ، والجمعة بضمها والجمعة بفتح الميم ، فتكون صفة لليوم أي يجمع الناس . .
وقال ابن عباس : نزل القرآن بالتثقيل والتفخيم فاقرؤها جمعة ، يعني بضم الميم . .
وقال الفراء وأبو عبيد : والتخفيف أقيس وأحسن ، مثل غرفة وغرف وطرفة وطرف وحجرة وحجر ، وفتح الميم لغة بني عقيل . وقيل : إنها لغة النَّبي صلى الله عليه وسلم . حكاه القرطبي وغيره . .
وقال الزمخشري : قرىء بهن جميعاً . وقال غيره : والأول أصح لقول ابن عباس رضي الله عنهما . .
وذكر في سبب تسمية هذا اليوم عدة أسباب لا تناقض بين شيء منها . .
من ذلك ما قاله ابن كثير رحمه الله : إنها مشتقة من الجمع ، وأهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع . .
ومنها : أنه تم فيه خلق جميع الخلائق ، فإنه اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، وفيه خلق آدم يعني جمع خلقه ، وفيه الحديث عن سلمان أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا سلمان ، ما يوم الجمعة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوم الجمعة يوم جمع الله فيه أبواكم أو أبوكم ) ، قال ابن كثير : وقد روي عن أبي هريرة من كلامه نحو هذا ، فالله أعلم . .
والذي يظهر والله تعالى أعلم : أن ما حكاه عن أبي هريرة له حكم الرفع ، كما جاء