@ 75 @ ارزقني : يا هادي اهدني ، يا توَّاب تب علي ، وهكذا رتب دعاءك تكن من المخلصين ا ه . .
مسألة .
يؤخذ من كلام ابن العربي هذا ما يقوله الفقهاء في ذكر اسم الله عند الذبح أن يقتصر على قوله : بسم الله ، ولا يقول الرحمان الرَّحيم ، لأن اسم الرحمان الرَّحيم يقتضي الرَّحمة ، وهي لا يتناسب معها الذبح ورسول الروح . .
ويؤيد هذا ما ذكره ابن قدامة أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ذبح قال : ( بسم الله والله أكبر ) أي أكبر وأقدرك عليها ، وهو أكبر منك عليك منها . .
فإذا فقه الإنسان أسماء الله الحسنى على هذا النحو ، كان حقاً قد أحصاها وحفظها في استعمالها في معانيها ، فكان حقاً من أهل الجنة ، والعلم عند الله تعالى . .
ولقد استوقفني طويلاً مجيء هذه الآيات في نهاية هذه السورة تذييلاً لها وختاماً وبأسلوب الإجمال والتفصيل لقضايا التوحيد ، وإقامة الدليل ، وإلزام أهل الإلحاد والتعطيل ، فمكثت طويلاً أتطلب ربطها بما قبلها ، فلم أجد في كل ما عثرت عليه من التفسير أكثر من شرح المفردات ، وإيراد بعض التنبيهات مما لا ينفذ إلى أعماق الموضوع ، ولا يشفي عليلاً في مجتمعاتنا الحديثة ، أو يذهب شبه المدنية المادية ، فرجعت إلى السورة بكاملها أتأمل موضوعها فإذا بها تبدأ أولاً بتسبيح العوالم كلها لله العزيز الحكيم ، وهذا أمر فوق مستوى الإدراك الإنساني ، ثم تسوق أعظم حدث تشهده المدينة بعد الهجرة من إخراج اليهود ، ولم يكن مظنوناً إخراجهم ، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فكانوا موضع العبرة والموعظة . .
ثم تأتي لموقف فريقين متقابلين ، فريق المؤمنين والكافرين . .
يتمثل الفريق الأول في المهاجرين والأنصار وما كانوا عليه من أخوة ومودة ورحمة وعطاء وإيثار على النفس . .
ويتمثل الفريق الآخر في المنافقين واليهود ، وما كان بينهم من مواعدة وإغراء وتحريض ، ثم تخل عنهم وخذلان لهم .