@ 73 @ وَالسَّمَآءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } . أي لأنهم ليسوا له بأنداد فيما اتصف به سبحانه فلا تشركوهم مع الله في عبادته . .
فكانت هذه الصفات لله تعالى في آخر هذه السورة حقاً أدلة على إثبات وحدانية الله تعالى في ذاته وأسمائه وصفاته ، وأنه المستحق لأن يعبد وحده لا إله إلا هو . .
والواجب على الخلق تنزيهه عما لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى عما يشركون ، يسبح له ما في السموات والأرض ، لأنها من مخلوقاته وهو العزيز الحكيم ، وقوله تعالى { لَهُ الاٌّ سْمَآءُ الْحُسْنَى } لم يبين هنا المراد من أنه سبحانه له الأسماء الحسنى ، وقد بين في سورة الأعراف المراد بذلك في قوله تعالى : { وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } . .
قال القرطبي : سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى ، لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده وإفضاله ، ومجيء ، قوله تعالى : { لَهُ الاٌّ سْمَآءُ الْحُسْنَى } بعد تعداد أربعة عشر اسماً من أسمائه سبحانه يدل على أن له أكثر من ذلك ، ولم يأت حصرها ولا عدها في آية من كتاب الله . .
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر ) . .
وسرد ابن كثير عدد المائة مع اختلاف في الروايات . .
وذكر عن آية الأعراف أنها ليست محصورة في هذا العدد لحديث ابن مسعود في مسند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله حزنه وهمه ) الحديث ا ه . .
ومحل الشاهد منه ظاهر في أن لله أسماء أنزلها في كتبه وأسماء خص بها بعض خلقه كما خص الخضر بعلم من لدنه ، وأسماء استأثر بها في علم الغيب عنده ، كما يدل