@ 538 @ عنترة هذا خلافاً لما ظنه صاحب تاج العروس ، بل مراد عنترة بالمشك الدرع ، وأضافه إلى السابغة التي هي الدرع كما ذكرنا ، وإلى هذا يشير ما ذكروه في باب العلم : وعقده في الخلاصة بقوله : لأن مراده بالمشك هنا الدرع نفسها بدليل قوله : هتكت فروجها ، يعني الدرع ، وإن كان أصل المشك لغة السير الذي تشد به الدرع ، لأن السير لا تمكن إرادته في بيت عنترة هذا خلافاً لما ظنه صاحب تاج العروس ، بل مراد عنترة بالمشك الدرع ، وأضافه إلى السابغة التي هي الدرع كما ذكرنا ، وإلى هذا يشير ما ذكروه في باب العلم : وعقده في الخلاصة بقوله : % ( وإن يكونا مفردين فأضف % حتماً وإلا أتبع الذي ردف ) % .
لأن الإضافة المذكورة من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظين ، وقد بينا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب أن قوله في الخلاصة : وقد بينا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب أن قوله في الخلاصة : % ( ولا يضاف اسم لما به اتحد % معنى وأول موهما إذا ورد ) % .
أن الذي يظهر لنا من استقراء القرآن والعربية أن ذلك أسلوب عربي ، وأن الاختلاف بين اللفظين كاف في المغايرة بين المضاف والمضاف إليه ، وأنه لا حاجة إلى التأويل مع كثرة ورود ذلك في القرآن والعربية . .
ويدل له تصريحهم بلزوم إضافة الاسم إلى اللقب إن كانا مفردين نحو سعيد كرز ، لأن ما لا بد له من تأويل لا يمكن أن يكون هو اللازم كما ترى ، فكونه أسلوباً أظهر . .
وقوله { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } التسبيح : أصله الإبعاد عن السوء ، وتسبيح الله وتنزيهه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله ، وذلك التنزيه واجب له في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، والظاهر أن الباء في قوله { بِاسْمِ رَبِّكَ } داخلة على المفعول ، وقد قدمنا في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى { وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ } أدلة كثيرة من القرآن وغيره على دخول الباء على المفعول الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه ، كقوله { وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ } والمعنى : وهزي جذع النخلة . .
وقوله : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ } أي إلحاداً إلى آخر ما قدمنا من الأدلة الكثيرة ، وعليه ، فالمعنى : سبح اسم ربك العظيم كما يوضحه قوله في الأعلى { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاّعْلَى } . .
وقال القرطبي : الاسم هنا بمعنى المسمى ، أي سبح ربك ، وإطلاق الاسم بمعنى المسمى معروف في كلام العرب ، ومنه قول لبيد :