@ 522 @ { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } ، وقد أوضحنا هذا في الكلام على آية الطور المذكورة آنفاً . .
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من كون إنكار البعث سبباً لدخول النار ، لأن قوله تعالى لما ذكر أنهم في سموم وحميم وظل من يحموم ، بين أن من أسباب ذلك أنهم قالوا { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً } جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله تعالى { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الاٌّ غْلَالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } . .
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى : { وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً } ، وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من إنكارهم بعث آبائهم الأولين في قوله { أَوَ ءَابَآؤُنَا الاٌّ وَّلُونَ } وأنه تعالى بين لهم أنه يبعث الأولين والآخرين في قوله ، { قُلْ إِنَّ الاٌّ وَّلِينَ وَالاٌّ خِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } جاء موضحاً في غير هذا الموضع ، فبينا فيه أن البعث الذي أنكروا ، سيتحقق في حال كونهم أذلاء صاغرين ، وذلك في قوله تعالى في الصافات { وَقَالُواْ إِن هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ ءَابَآؤُنَا الاٌّ وَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } . وقوله : { أَوَ ءَابَآؤُنَا الاٌّ وَّلُونَ } ، قرأه عامة القراء السبعة ، غير ابن عامر وقالون عن نافع : { أَوَ ءَابَآؤُنَا } بفتح الواو على الاستفهام والعطف ، وقد قدمنا مراراً أن همزة الاستفهام إذا جاءت بعدها أداة عطف كالواو والفاء ، وثم نحو { أَوَ ءَابَآؤُنَا } أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى } { } { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } ، أن في ذلك وجهين لعلماء العربية والمفسرين الأول ، منهما أن أداة العطف عاطفة للجملة المصدرة بالاستفهام على ما قبلها ، وهمزة الاستفهام متأخرة رتبة عن حرف العطف ، ولكنها قدمت عليه لفظاً لا معنى لأن الأصل في الاستفهام التصدير به كما هو معلوم في محله . .
والمعنى على هذا واضح وهو أنهم أنكروا بعثهم أنفسهم بأداة الإنكار التي هي