@ 501 @ قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى { وَمِنْ ءَايَاتِهِ الْجَوَارِ فِى الْبَحْرِ كَالاٌّ عْلَامِ } . قوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلْالِ وَالإِكْرَامِ } . ما تضمنته هذه الآية الكريمة من فناء كل من على الأرض وبقاء وجهه جل وعلا المتصف بالجلال والإكرام ، جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } ، وقوله تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَىِّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ } . وقوله تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } إلى غير ذلك من الآيات . .
والوجه صفة من صفات الله العلي وصف بها نفسه ، فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق . .
وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح بالآيات القرآنية في سورة الأعراف ، وفي سورة القتال . والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } . قد قدمنا الكلام عليه في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى : { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } وتكلمنا أيضاً هناك على غيرها من الآيات التي يفسرها الجاهلون بكتاب الله بغير معانيها ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا . قوله تعالى : { فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن السماء ستنشق يوم القيامة ، وأنها إذا انشقت صارت وردة كالدهان ، وقوله : { وَرْدَةً } : أي حمراء كلون الورد ، وقوله { كَالدِّهَانِ } : فيه قولان معروفان للعلماء . .
الأول منهما : أن الدهان هو الجلد الأحمر ، وعليه فالمعنى أنها تصير وردة متصفة بلون الورد مشابهة للجلد الأحمر في لونه .