@ 495 @ الفلاح { لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } وقوله تعالى : { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } إلى غير ذلك من الآيات . .
وما ذكره هنا من الامتنان بالحب جاء موضحاً في آيات أخر ، كقوله تعالى : { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } ، وقوله تعالى { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً } وقوله تعالى : { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } ، وقوله تعالى { نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً } . وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى } إلى غير ذلك من الآيات . .
وما ذكره تعالى هنا من الامتنان بالنحل ، جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله تعالى : { وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } ، وقوله تعالى { فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة . .
وما ذكره هنا من الامتنان بالريحان ، على أنه الرزق كما في قراءة حمزة والكسائي ، جاء موضحاً في آيات كثيرة أيضاً كقوله تعالى : { هُوَ الَّذِى يُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَآءِ رِزْقاً } وقوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالاٌّ رْضِ } ، وقوله تعالى : { أَمَّنْ هَاذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } . وقوله تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة . .
مسألة .
أخذ بعض علماء الأصول من هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات كقوله تعالى : { هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً } أن الأصل فيما على الأرض الإباحة ، حتى يرد دليل خاص بالمنع ، لأن الله امتن على الأنام بأنه وضع لهم الأرض ، وجعل لهم فيها أرزاقهم من القوت والتفكه في آية الرحمن هذه ، وامتن عليهم بأنه خلق لهم ما في الأرض جميعاً في قوله { هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً } . .
ومعلوم أنه جل وعلا لا يمتن بحرام إذ لا منة في شيء محرم ، واستدلوا لذلك أيضاً بحصر المحرمات في أشياء معينة في آيات من كتاب الله ، كقوله تعالى { قُل لاَ أَجِدُ فِى مَآ