@ 475 @ وأحلنا عليه مراراً ، وإنما قيل لها : مؤتفكة ، لأن جبريل أفكها فأتفكت ، ومعنى أفكها أنه رفعها نحو السماء ثم قلبها جاعلاً أعلاها أسفلها ، وجعل عاليها أسفلها ، هو ائتفاكها وإفكها . .
وقد أوضح تعالى هذا المعنى في سورة هود في قوله تعالى : { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً } . .
وقوله تعالى في سورة الحجر : { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } . .
وقد بينا قصة قوم لوط في هود والحجر ، وقوله في هذه الآية الكريمة : { أَهْوَى } . تقول العرب : هوى الشيء إذا انحدر من عال إلى أسفل . وأهواه : غيره إذا ألقاه من العلو إلى السفل ، لأن الملك رفع قراهم ثم أهواها أي ألقاها تهوى إلى الأرض ، منقلبة أعلاها أسفلها . قوله تعالى : { أَزِفَتِ الاٌّ زِفَةُ } . قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة النحل في الكلام على قوله تعالى { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ } ، وفي سورة المؤمن في قوله تعالى : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الاٌّ زِفَةِ } . قوله تعالى : { أَفَمِنْ هَاذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } . قد قدمنا الآيات التي فيها إطلاق اسم الحديث على القرآن في سورة الطور . في الكلام على قوله تعالى : { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } .