@ 457 @ المسؤول عنهم يقول للسائل : { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } ، أي في دار الدنيا { فِى أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي خائفين من عذاب الله ، ونحن بين أهلنا أحياء فمنَّ الله علينا أي أكرمنا ، وتفضل علينا بسبب الخوف منه في دار الدنيا فهدانا ، ووفقنا في الدنيا ووقانا في الآخرة عذاب السموم ، والسموم النار ولفحها ووهجها ، وأصله الريح الحارة التي تدخل المسام ، والجمع سمائم . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي : فِى أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي خائفين من عذاب الله ، ونحن بين أهلنا أحياء فمنَّ الله علينا أي أكرمنا ، وتفضل علينا بسبب الخوف منه في دار الدنيا فهدانا ، ووفقنا في الدنيا ووقانا في الآخرة عذاب السموم ، والسموم النار ولفحها ووهجها ، وأصله الريح الحارة التي تدخل المسام ، والجمع سمائم . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي : % ( أنامل لم تضرب على البهم بالضحى % بهن ووجه لم تلحه السمائم ) % .
وقد يطلق السموم على الريح الشديدة البرد ، ومنه قول الراجز : وقد يطلق السموم على الريح الشديدة البرد ، ومنه قول الراجز : % ( اليوم يوم بارد سمومه % من جزع اليوم فلا ألومه ) % .
الفاء في قوله : { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } ، تدل على أن علة ذلك هي الخوف من الله في دار الدنيا ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أن الإشفاق الذي هو الخوف الشديد من عذاب الله في دار الدنيا ، سبب للسلامة منه في الآخرة ، يفهم من دليل خطابه ، أعني مفهوم مخالفته أن من لم يخف من عذاب الله في الدنيا لم ينج منه في الآخرة . وما تضمنته هذه الآية الكريمة بمنطوقها ومفهومها جاء موضحاً في غير هذا الموضوع . فذكر تعالى أن السرور في الدنيا وعدم الخوف من الله سبب العذاب يوم القيامة ، وذلك في قوله { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } . .
وقد تقرر في مسلك الإيماء والتنبيه أن إن المكسورة المشددة من حروف التعليل ، فقوله : { إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } ، علة لقوله : { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً } . .
والمسرور في أهله في دار الدنيا ليس بمشقق ولا خائف ، ويؤيد ذلك قوله بعده : { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } ، لأن معناه ، ظن ألن يرجع إلى الله حياً يوم القيامة ، ولا شك أن من ظن أنه لا يبعث بعد الموت لا يكون مشفقاً في أهله خوفاً من العذاب ، لأنه لا يؤمن بالحساب والجزاء ، وكون لن يحور ، بمعنى لن يرجع معروف في كلام العرب ، ومنه قول مهلهل بن ربيعة التغلبي