@ 452 @ .
وقوله : { وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } فيه وجهان من التفسير للعلماء . أحدهما أن المسجور هو الموقد ناراً ، قالوا : وسيضطرم البحر يوم القيامة ناراً ، من هذا المعنى قوله تعالى : { ثُمَّ فِى النَّارِ يُسْجَرُونَ } . .
الوجه الثاني : هو أن المسجور بمعنى المملوء ، لأنه مملوء ماء ، ومن إطلاق المسجور على المملوء قول لبيد بن ربيعة في معلقته : الوجه الثاني : هو أن المسجور بمعنى المملوء ، لأنه مملوء ماء ، ومن إطلاق المسجور على المملوء قول لبيد بن ربيعة في معلقته : % ( فتوسطا عرض السرى وصدعا % مسجورة متجاوراً قلامها ) % .
فقوله : مسجورة أي عيناً مملوءة ماء ، وقول النمر بن تولب العكلي : فقوله : مسجورة أي عيناً مملوءة ماء ، وقول النمر بن تولب العكلي : % ( إذا شاء طالع مسجورة % ترى حولها النبع والساسما ) % .
وهذان الوجهان المذكوران في معنى المسجور هما أيضاً في قوله { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } ، وأما الآية العامة التي أقسم فيها تعالى بما يشمل جميع هذه الأقسام وغيرها ، فهي قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } ، لأن الإقسام في هذه الآية عام في كل شيء . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } ، قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول الذاريات ، وفي غير ذلك من المواضع . قوله تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هَاذِهِ النَّارُ الَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } . الدع في لغة العرب : الدفع بقوة وعنف ، ومنه قوله تعالى { فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ } أي يدفعه عن حقه بقوة وعنف ، وقد تضمنت هذه الآية الكريمة أمرين : .
أحدهما : أن الكفار يدفعون إلى النار بقوة وعنف يوم القيامة . .
والثاني : أنهم يقال لهم يوم القيامة توبيخاً وتقريعاً : { هَاذِهِ النَّارُ الَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } . .
وهذان الأمران المذكوران في هذه الآية الكريمة جاءا موضحين في آيات أخر ، أما