@ 398 @ قوله تعالى : { وَمَثَلُهُمْ فِى الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ } . قرأ هذا الحرف ابن كثير وابن ذكوان وابن عامر شطأه بفتح الطاء ، والباقون من السبعة بسكون الطاء . .
وقرأ عامة السبعة غير ابن ذكوان : فآزره بألف بعد الهمزة . .
وقرأه ابن ذكوان عن عامر فأزره بلا ألف بعد الهمزة مجرداً . .
وقرأ عامة السبعة غير قنبل على سوقه بواو ساكنة بعد السين . .
وقرأه قنبل عن ابن كثير بهمزة ساكنة بدلاً من الواو وعنه ضم الهمزة بعد السين بعدها واو ساكنة . .
وهذه الآية الكريمة قد بين الله فيها أنه ضرب المثل في الإنجيل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنهم كالزرع يظهر في أول نباته رقيقاً ضعيفاً متفرقاً ، ثم ينبت بعضه حول بعض ، ويغلظ ويتكامل حتى يقوى ويشتد وتعجب جودته أصحاب الزراعة ، العارفين بها ، فكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أول الإسلام في قلة وضعف ثم لم يزالوا يكثرون ويزدادون قوة حتى بلغوا ما بلغوا . .
وقوله تعالى : { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } أي فراخه فنبت في جوانبه . وقوله { فَآزَرَهُ } على قراءة الجمهور من المؤازرة ، بمعنى المعاونة والتقوية ، وقال بعض العلماء : { فَآزَرَهُ } أي ساواه في الطول ، وبكل واحد من المعنيين فسر قول امرىء القيس : فَآزَرَهُ } أي ساواه في الطول ، وبكل واحد من المعنيين فسر قول امرىء القيس : % ( بمحنية قد آزر الصال نبتها % مجر جيوش غانمين وخيب ) % .
وأما على قراءة ابن ذكوان { فَآزَرَهُ } بلا ألف ، فالمعنى شد أزره أي قواه . .
ومنه قوله تعالى عن موسى { وَاجْعَل لِّى وَزِيراً مِّنْ أَهْلِى هَارُونَ أَخِى اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى } . وقوله ، { فَاسْتَغْلَظَ } أي صار ذلك الزرع غليظاً بعد أن كان رقيقاً ، وقوله : { فَاسْتَوَى } أي استتم وتكامل على سوقه أي على قصبه .