@ 330 @ لضرورة الشعر خاصة وأنه غير مسموع في العطف وأنه لم يجز إلا عند أمن اللبس فهو مردود بأن أئمة اللغة العربية صرحوا بجوازه . .
وممن صرح به الأخفش وأبو البقاء وغير واحد . .
ولم ينكره إلا الزجاج وإنكاره له مع ثبوته في كلام العرب وفي القرآن العظيم يدل على أنه لم يتتبع المسألة تتبعا كافيا . .
والتحقيق : أن الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين . .
فمنه في النعت قول امرىء القيس : الطويل : % ( كأن ثبيرا في عرانين ودقه % كبير أناس في بجاد مزمل ) % .
بخفض مزمل بالمجاورة مع أنه نعت كبير المرفوع بأنه خبر كأن وقول ذي الرمة : البسيط : % ( تريك سنة وجه غير مقرفة % ملساء ليس بها خال ولا ندب ) % .
إذ الرواية بخفض غير كما قاله غير واحد للمجاورة مع أنه نعت سنة المنصوب بالمفعولية . .
ومنه في العطف قول النابغة : البسيط : % ( لم يبق إلا أسير غير منفلت % وموثق في حبال القد مجنوب ) % .
بخفض موثق لمجاورته المخفوض مع أنه معطوف على أسير المرفوع بالفاعلية . .
وقول امرىء القيس : الطويل : % ( وظل طهاة اللحم ما بين منضج % صفيف شواء أو قدير معجل ) % .
بجر قدير لمجاورته للمخفوض مع أنه عطف على صفيف المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو منضج والصفيف : فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي والقدير : كذلك فعيل بمعنى مفعول وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ .