@ 223 @ .
ومن المعلوم ما تلاقيه الحامل ، من المشقة والضعف ، إذا أثقلت وكبر الجنين في بطنها . .
ومعنى وضعته كرهاً : أنها في حالة وضع الولد ، تلاقي من ألم الطلق ، وكربه مشقة شديدة ، كما هو معلوم . .
وهذه المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد ووضعه ، لا شك أنها يعظم حقها بها ، ويتحتم برها ، والإحسان إليها كما لا يخفى . .
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من المشقة التي تعانيها الحامل ، ودلت عليه آية أخرى ، وهي قوله تعالى في لقمان : { وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ } أي تهن به وهناً على وهن أي ضعفاً على ضعف ، لأن الحمل كلما تزايد وعظم في بطنها ، ازدادت ضعفاً على ضعف . .
وقوله في آية الأحقاف هذه كرهاً في الموضعين مصدر منكر وهو حال أي حملته ذات كره ووضعته ذات كره ، وإتيان المصدر المنكر حالاً كثير كما أشار له في الخلاصة بقوله : وقوله في آية الأحقاف هذه كرهاً في الموضعين مصدر منكر وهو حال أي حملته ذات كره ووضعته ذات كره ، وإتيان المصدر المنكر حالاً كثير كما أشار له في الخلاصة بقوله : % ( ومصدر منكر حالا يقع % بكثرة كبغتة زيد طلع ) % .
وقال بعضهم : كرهاً في الموضعين نعت لمصدر ، أي حملته حملاً ذا كره ، ووضعته وضعاً ذا كره ، والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً } . هذه الآية الكريمة ، ليس فيها بانفرادها تعرض لبيان أقل مدة الحمل ، ولكنها بضميمة بعض الآيات الأخرى إليها يعلم أقل أمد الحمل ، لأن هذه الآية الكريمة ، من سورة الأحقاف ، صرحت بأن أمد الحمل والفصال معاً ، ثلاثون شهراً . .
وقوله تعالى في لقمان : { وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ } . وقوله في البقرة { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ } يبين أن أمد الفصال عامان وهما أربعة وعشرون شهراً ، فإذا طرحتها من الثلاثين بقيت ستة أشهر ، فتعين كونها أمداً للحمل ، وهي أقله ، ولا خلاف في ذلك بين العلماء .