@ 216 @ أو تقول عليه عاجله بالعذاب ، وأنه لا يقدر أحد على دفعه عنه . جاء معناه في بعض الآيات . كقوله تعالى في يونس : { قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَاذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِى إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ إِنِّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي إني أخاف إن عصيت ربي بالافتراء عليه بتبديل قرآنه أو الإتيان بقرآن غيره . عذاب يوم عظيم . .
وذكر الله تعالى مثل هذا عن بعض الرسل في آيات أخر كقوله عن صالح { قَالَ ياقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّى وَءَاتَانِى مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } . وقوله تعالى عن نوح : { وَياقَوْمِ مَن يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ } . قوله تعالى : { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ } . الأظهر في قوله { بِدْعاً } أنه فعل بمعنى المفعول فهو بمعنى مبتدع ، والمبتدع هو الذي أبدع على غير مثال سابق . .
ومعنى الآية قل لهم يا نبي الله : ما كنت أول رسول أرسل إلي البشر ، بل قد أرسل الله قبلي جميع الرسل إلى البشر ، فلا وجه لاستبعادكم رسالتي ، واستنكاركم إياها ، لأن الله أرسل قبلي رسلاً كثيرة . .
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة ، جاء موضحاً في آيات كثيرة ، كقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً } وقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ } . وقوله تعالى : { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } . وقوله تعالى { حم عسق كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وقوله تعالى : { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ } . وقوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ } . وقوله تعالى : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة . قوله تعالى : { وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ } .