@ 196 @ وقوله { أُوْلَائِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } إلى غير ذلك من الآيات . .
وقد أوضحنا في سورة فصلت أن معرفة إطلاق الهدى المذكورين ، يزول بها الإشكال الواقع في آيات من كتاب الله . .
والهدى مصدر هداه على غير قياس ، وهو هنا من جنس النعت بالمصدر ، وبينا فيما مضى مراراً أن تنزيل المصدر منزلة الوصف إما على حذف مضاف ، وإما على المبالغة . .
وعلى الأول فالمعنى هذا القرآن ذو هدى أي يحصل بسببه الهدى لمن اتبعه كقوله { إِنَّ هَاذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } . .
وعلى الثاني فالمعنى أن المراد المبالغة في اتصاف القرآن بالهدى حتى أطلق عليه أنه هو نفس الهدى . .
وقوله في هذه الآية الكريمة ، لهم عذاب من رجز أليم ، أصح القولين فيه أن المراد بالرجز العذاب ، ولا تكرار في الآية لأن العذاب أنواع متفاوتة والمعنى لهم عذاب ، من جنس العذاب الأليم ، والأليم معناه المؤلم . أي الموصوف بشدة الألم وفظاعته . .
والتحقيق إن شاء الله : أن العرب تطلق الفعيل وصفاً بمعنى المفعل ، فما يذكر عن الأصمعي من أنه أنكر ذلك إن صح عنه فهو غلط منه ، لأن إطلاق الفعيل بمعنى المفعل معروف في القرآن العظيم وفي كلام العرب ، ومن إطلاقه في القرآن العظيم قوله تعالى : { عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي مؤلم وقوله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } أي مبدعهما وقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ } . أي منذر لكم ، ونظير ذلك من كلام العرب قول عمرو بن معد يكرب : إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ } . أي منذر لكم ، ونظير ذلك من كلام العرب قول عمرو بن معد يكرب : % ( أمن ريحانة الداعي السميع % يؤرقني وأصحابي هجوع ) % .
فقوله الداعي السميع يعني الداعي المسمع . وقوله أيضاً : فقوله الداعي السميع يعني الداعي المسمع . وقوله أيضاً : % ( وخيل قد دلفت لها بخيل % تحية بينهم ضرب وجيع ) % .
أي موجع . وقول غيلان بن عقبة :