@ 361 @ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ } . قوله تعالى : { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } ، وفي غير ذلك من الموضع . قوله تعالى : { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ } . قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة الكهف ، في الكلام على قوله تعالى : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً } . وقوله في هذه الآية الكريمة : قرآناً انتصب على الحال وهي حال مؤكدة ، والحال في الحقيقة هو عربياً ، وقرآناً توطئة له وقيل انتصب على المدح . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : عربياً ، أي لأنه بلسان عربي كما قال تعالى : { لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ } . وقال تعالى في أول سورة يوسف { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } . وقال في أول الزخرف { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } . وقال في طه { وَكَذالِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } وقال تعالى في فصلت : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ } وقال تعالى في الشعراء { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاٌّ مِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ } وقال تعالى في سورة شورى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } . وقال تعالى في الرعد { وَكَذالِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ وَاقٍ } إلى غير ذلك من الآيات . .
وهذه الآيات القرآنية تدل على شرف اللغة العربية وعظمها ، دلالة لا ينكرها إلا مكابر .