@ 294 @ الاستفهام في قوله تعالى : { أَءتَّخِذُ } للإنكار ، وهو مضمن معنى النفي ، أي : لا أعبد من دون اللَّه معبودات ، إن أرادني اللَّه بضرّ لا تقدر على دفعه عني ، ولا تقدر أن تنقذني من كرب . .
وما تضمّنته هذه الآية الكريمة من عدم فائدة المعبودات من دون اللَّه جاء موضّحًا في آيات من كتاب اللَّه تعالى ؛ كقوله تعالى : { قُلْ أَفَرَايْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِىَ اللَّهُ بِضُرّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ } ، وقوله تعالى : { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } ، وقوله تعالى : { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ فِى * السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِى الاْرْضِ } ، وقوله تعالى : { وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى * السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِى الاْرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، وقوله تعالى : { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّالِمِينَ } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { لاَّ تُغْنِ عَنّى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } ، أي : لا شفاعة لهم أصلاً حتى تغني شيئًا ، ونحو هذا أسلوب عربي معروف ، ومنه قول امرىء القيس : وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { لاَّ تُغْنِ عَنّى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } ، أي : لا شفاعة لهم أصلاً حتى تغني شيئًا ، ونحو هذا أسلوب عربي معروف ، ومنه قول امرىء القيس : % ( على لا حبّ لا يهتدي بمناره % إذا سافه العود النباطي جرجرا ) % .
فقوله : لا يهتدي بمناره ، أي : لا منار له أصلاً حتى يهتدي به ، وقول الآخر : فقوله : لا يهتدي بمناره ، أي : لا منار له أصلاً حتى يهتدي به ، وقول الآخر : % ( لا تفزع الأرنب أهوالها % ولا ترى الضبّ بها ينجحر ) % .
أي : لا أرنب فيها ، حتى تفزعها أهوالها ، ولا ضبّ فيها حتى ينجحر ، أي : يتّخذ جحرًا . .
وهذا المعنى هو المعروف عند المنطقيين ، بقولهم : السالبة لا تقتضي وجود الموضوع ؛ كما تقدّم إيضاحه . { ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ }