@ 283 @ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِاخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذالِكَ قَدِيراً } . { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له مع الجواب عن بعض الأسئلة الواردة على الآية في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } . { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( النحل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآء مَا يَزِرُونَ } ، ووجه الجمع بين أمثال هذه الآية وبين قوله تعالى : { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } ، ونحوها من الآيات . { إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصَّلَواةَ } . ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن إنذاره صلى الله عليه وسلم محصور في الذين يخشون ربهم بالغيب ، وأقاموا الصلاة ، وهذا الحصر الإضافي ؛ لأنهم هم المنتفعون بالإنذار ، وغير المنتفع بالإنذار كأنه هو والذي لم ينذر سواء ، بجامع عدم النفع في كلّ منهما . .
وهذا المعنى جاء موضحًا في آيات من كتاب اللَّه تعالى ؛ كقوله تعالى : { وَسَوَآء عَلَيْهِمْ أَءنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِكْرَ وَخشِىَ الرَّحْمانَ بِالْغَيْبِ } ، وقوله : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } ، ويشبه معنى ذلك في الجملة قوله تعالى : { فَذَكّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ، وقد قدّمنا معنى الإنذار وأنواعه موضحًا في سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } . { وَمَا يَسْتَوِى الاٌّ عْمَى وَالْبَصِيرُ } . قد قدّمنا إيضاحه بالآيات في أوّل سورة ( هود ) ، في الكلام على قوله تعالى : { مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالاْعْمَى وَالاْصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } . { وَمَا يَسْتَوِى الاٌّ حْيَآءُ وَلاَ الاٌّ مْوَاتُ } .