@ 277 @ سخّر لهم ما في السماوات وما في الأرض في آيات من كتابه ؛ كقوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى * السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاْرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ } ، وقوله تعالى : { وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَينَ } ، وقوله تعالى : { وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالاْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } . .
وقد قدّمنا الآيات الموضحة لمعنى تسخير ما في السماوات لأهل الأرض في سورة ( الحجر ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً } ، قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الحجّ ) ، في الكلام على قوله تعالى : { اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ } . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } ، أي : خالق السماوات والأرض ، ومبدعهما على غير مثال سابق . .
وقال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير هذه الآية الكريمة : قال سفيان الثوري ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ، قال : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض ، حتى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما لصاحبه : أنا فطرتها ، أي : بدأتها . { مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ } . ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن ما يفتحه للناس من رحمته وإنعامه عليهم بجميع أنواع النعم ، لا يقدر أحد كائنًا ما كان أن يمسكه عنهم ، وما يمسكه عنهم من رحمته وإنعامه لا يقدر أحد كائنًا من كان أن يرسله إليهم ، وهذا معلوم بالضرورة من الدين ، والرحمة المذكورة في الآية عامة في كل ما يرحم اللَّه به خلقه من الإنعام الدنيوي والأخروي ، كفتحه لهم رحمة المطر ؛ كما قال تعالى : { فَانظُرْ إِلَىءاثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } . .
وقوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرّيَاحَ * بُشْرًاَ بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ } ، وقوله