@ 262 @ الصالحة ؛ كما بيّنه بقوله : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ، وكأرواح المؤمنين وغير ذلك ؛ كما قال تعالى : { تَعْرُجُ الْمَلَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . .
وقال تعالى : { يُدَبّرُ الاْمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الاْرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ } ، وما ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة من أنه يعلم جميع ما ذكر ، ذكره في سورة ( الحديد ) ، في قوله : { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاْرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ * أَيْنَمَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } . .
وقد أوضحنا الآيات الدالَّة على كمال إحاطة علم اللَّه بكل شىء في أوّل سورة ( هود ) ، في الكلام على قوله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } ، وفي مواضع أُخر متعدّدة . { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ } . ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار أنكروا البعث ، وقالوا : { لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ } ، أي : القيامة ، وأنّه جلَّ وعلا أمر نبيّه أن يقسم لهم بربّه العظيم أن الساعة سوف تأتيهم مؤكّدًا ذلك توكيدًا متعدّدًا . .
وما ذكره جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة من إنكار الكفار للبعث ، جاء موضحًا في آيات كثيرة ؛ كقوله تعالى : { وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ وَلاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ } ، وقوله تعالى : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ } ، وقوله تعالى : { وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } ، وقوله تعالى عنهم : { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } ، { وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدًّا ، وما ذكره جلَّ وعلا من أنه أمر نبيّه بالإقسام لهم على أنهم يبعثون ، جاء موضحًا في مواضع أُخر . .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة : هذه إحدى الآيات الثلاث التي لا رابعة لهنّ ، ممّا أمر اللَّه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربّه العظيم على وقوع المعاد ، لما أنكره من أنكره من أهل الكفر والعناد ، فإحداهنّ في سورة ( يونس ) عليه السّلام ، وهي قوله تعالى :