@ 115 @ الحرفين المختلفي اللفظ ، العاملين في قوله : فأصبحن لا يسألنني عن بما به ، والمتفقي اللفظ العاملين في قوله : واعلم أن جماعة من أهل العلم ، قالوا : إن يا على قراءة الكسائي ، وفيجميع الشواهد التي ذكرنا ليستللنداء ، وإنما هي للتنبيه فكل من ألا ويا : حرف تنبيهكرّر للتوكيد ، وممّن روي عنه هذا القول : أبوالحسن بن عصفور ، وهذا القول اختاره أبو حيّان في ( البحر المحيط ) ، قال فيه : والذيأذهب إليه أن مثل هذا التركي بالوارد عن العرب ليست يا فيه للنداء ، وحذف المنادى ؛ لأن المنادى عندي لا يجوز حذفه ، لأنهقد حذف الفعل العامل في النداء ، وانحذف فاعله لحذفه ، ولو حذف المنادى لكان في ذلك حذف جملة النداء ، وحذف متعلّقه ، وهو المنادى ، فكان ذلك إخلالاً كبيرًا ، وإذا أبقينا المنادى ولم نحذفه كان ذلك دليلاً على العامل فيه جملة النداء ، وليسحرف النداء حرفجواب كنعم ، ولا ، وبلى ، وأجل ، فيجوز حذف الجملبعدهنّ لدلالة ما سبق من السؤال على الجمل المحذوفة ، فيا عندي في تلك التراكيب حرف تنبيه أكّد به إألاالتي للتنبيه ، وجاز ذلك لاختلاف الحرفين ولقصد المبالغة فيالتوكيد ، وإذا كان قد وجد التوكيد فياجتماع الحرفين المختلفي اللفظ ، العاملين في قوله : فأصبحن لا يسألنني عن بما به ، والمتفقي اللفظ العاملين في قوله : < < > ولا للما بهم أبدا دواء .
وجاز ذلك ، وإن عدوه ضرورة أو قليلاً ، فاجتماع غير العاملين وهما مختلفا اللفظ يكون جائزًا ، وليس يا في قوله : & ; < < > يا لعنة اللَّه والأقوام كلّهم .
حرف نداء عندي ، بل حرف تنبيه جاء بعده المبتدأ ، وليس مما حذف منه المنادى ، لما ذكرناه . انتهى الغرض من كلام أبي حيان ، وما اختاره له وجه من النظر . & ; .
قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له : وممّا له وجه من النظر عندي في قراءة الكسائي ، أن يكون قوله : يا اسجدوا فعل مضارع حذفت منه نون الرفع ، بلا ناصب ، ولا جازم ، ولا نون توكيد ، ولا نون وقاية . .
وقد قال بعض أهل العلم : إن حذفها لا لموجب ، مما ذكر لغة صحيحة . .
قال النووي في ( شرح مسلم ) ، في الجزء السابع عشر في صفحة 702 ، ما نصّه : قوله : يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا ، كذا هو في عامة النسخ ، كيف يسمعوا ، وأنّى يجيبوا من غير نون ، وهي لغة صحيحة ، وإن كانت قليلة الاستعمال ، وسبق بيانها مرّات . ومنها الحديث السابق في ( الإيمان ) : ( لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ) ، انتهى منه . وعلى أن حذف نون الرفع لغة صحيحة ، فلا مانع من أن يكون قوله تعالى : { يَسْجُدُواْ } ، في قراءة الكسائي فعل مضارع ، ولا شكّ أن هذا له وجه من النظر ، وقد اقتصرنا في سورة ( الحجر ) ، على أن حذفها مقصور على السماع ، وذكرنا بعد شواهده ، والعلم عند اللَّه تعالى . .
تنبيهان .
الأول : اعلم أن التحقيق أن آية ( النمل ) هذه ، محل سجدة على كلتا القراءتين ؛ لأن قراءة الكسائي فيها الأمر بالسجود ، وقراءة الجمهور فيها ذمّ تارك السجود وتوبيخه ، وبه تعلم أن قول الزجاج ومن وافقه أنها ليست محل سجدة على قراءة الجمهور ، وإنما هي