@ 99 @ { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } . لفظة : { هَلُ } هنا يراد بها التمنّي ، والآية تدلّ على أنهم تمنّوا التأخير والإنظار ، أي : الإمهال ، وقد دلّت آيات أُخر على طلبهم ذلك صريحًا ، وأنهم لم يجابوا إلى ما طلبوا ؛ كقوله تعالى : { وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ } ، وأوضح أنهم لا ينظرون في آيات من كتابه ؛ كقوله تعالى : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } ، وقوله تعالى : { وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ } ، إلى غير ذلك من الآيات . { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الرعد ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ } ، وذكرنا طرفًا منه في سورة ( يونس ) ، في الكلام على قوله تعالى : { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ * أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ * ءآلنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } . { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَآ أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } . قد قدَّمنا إيضاحه في سورة ( البقرة ) ، في الكلام على قوله تعالى : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } . { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } . قد قدّمنا إيضاحه بالآيات القرءانية في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } . { ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } . قد قدّمنا الآيات الدالّة عليه ؛ كقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَاكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ