@ 555 @ : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ } ، وقوله تعالى : { قُلْ إِى وَرَبّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } ، وقوله تعالى : { يُعَذّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ * وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الاْرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاء } ، وقوله في ( الشورى ) : { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الاْرْضِ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىّ وَلاَ نَصِيرٍ } ، إلى غير ذلك من الآيات . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ، قرأه ابن عامر وحمزة : { لا * يَحْسَبَنَّ } ، بالياء المثناة التحتية على الغيبة ، وقرأه باقي السبعة : { لاَ تَحْسَبَنَّ } ، بالتاء الفوقية . وقرأ ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة بفتح السين ، وباقي السبعة بكسرها . .
والحاصل أن قراءة ابن عامر وحمزة بالياء التحتية وفتح السين ، وقراءة عاصم بالتاء الفوقية وفتح السين ، وقراءة الباقين من السبعة بالتاء الفوقية وكسر السين ، وعلى قراءة من قرأ بالتاء الفوقية فلا أشكال في الآية مع فتح السين وكسرها ؛ لأن الخطاب بقوله : { لاَ تَحْسَبَنَّ } للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقوله : { الَّذِينَ كَفَرُواْ } هو المفعول الأول ، وقوله : { مُعَاجِزِينَ } هو المفعول الثاني ل : { تَحْسَبَنَّ } ، وأمّا على قراءة : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ } بالياء التحتية ، ففي الآية إشكال معروف ، وذكر القرطبي الجواب عنه من ثلاثة أوجه : .
الأول : أن قوله { الَّذِينَ كَفَرُواْ } في محل رفع فاعل { يَحْسَبَنَّ } ، والمفعول الأول محذوف ، تقديره : أنفسهم . و { مُعَاجِزِينَ } مفعول ثان ، أي : لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين اللَّه في الأرض ، وعزا هذا القول للزجاج ، والمفعول المحذوف قد تدلّ عليه قراءة من قرأ بالتاء الفوقية ، كما لا يخفى . ومفعولا الفعل القلبي يجوز حذفهما أو حذف أحدهما إن قام عليه دليل ؛ كما أشار له ابن مالك في ( الخلاصة ) ، بقوله : الأول : أن قوله { الَّذِينَ كَفَرُواْ } في محل رفع فاعل { يَحْسَبَنَّ } ، والمفعول الأول محذوف ، تقديره : أنفسهم . و { مُعَاجِزِينَ } مفعول ثان ، أي : لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين اللَّه في الأرض ، وعزا هذا القول للزجاج ، والمفعول المحذوف قد تدلّ عليه قراءة من قرأ بالتاء الفوقية ، كما لا يخفى . ومفعولا الفعل القلبي يجوز حذفهما أو حذف أحدهما إن قام عليه دليل ؛ كما أشار له ابن مالك في ( الخلاصة ) ، بقوله : % ( ولا تجز هنا بلا دليل % سقوط مفعولين أو مفعول ) % .
ومثال حذف المفعولين معًا مع قيام الدليل عليهما ، قوله تعالى : { أَيْنَ شُرَكَائِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ، أي : تزعمونهم شركائي . وقول الكميت : ومثال حذف المفعولين معًا مع قيام الدليل عليهما ، قوله تعالى : { أَيْنَ شُرَكَائِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ، أي : تزعمونهم شركائي . وقول الكميت : % ( بأي كتاب أم بأية سنّة % ترى حبّهم عارًا عليّ وتحسب ) %