@ 345 @ الموصل إلى الجنة المذكور في قوله قبله : { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ومن نكب عن هذا الصراط المستقيم ، دخل النار بلا شك . .
والآيات الدالة على ذلك كثيرة كقوله تعالى في سورة الروم : { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا وَلِقَآءِ الاَّخِرَةِ فَأُوْلَائِكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } ومعنى قوله : لناكبون : عادلون عنه ، حائدون غير سالكين إياه وهو معنى معروف في كلام العرب ، ومنه قول نصيب : حائدون غير سالكين إياه وهو معنى معروف في كلام العرب ، ومنه قول نصيب : % ( خليلي من كعب ألماً هديتما % بزينب لا تفقد كما أبداً كعب ) % % ( من اليوم زوراها فإن ركابنا % غداة غد عنها وعن أهلها نكب ) % .
جمع ناكبة ، عنها : أي عادلة عنها متباعدة عنها ، وعن أهلها . .
قوله تعالى : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } . قد بينا الآيات الموضحة لما دلت عليه هذه الآية من أنه تعالى يعلم المعدوم الذين سبق في علمه أنه لا يوجد أن لو وجد ، كيف يكون في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } فأغنى ذلك عن إعادته هنا . وقوله في هذه الآية : { لَّلَجُّواْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } اللجاج هنا : التمادي في الكفر والضلال . والطغيان : مجاوزة الحد ، وهو كفرهم بالله ، وادعاؤهم له الأولاد والشركاء ، وقوله : يعمهون : يترددون متحيرين لا يميزون حقاً ، من باطل . وقال بعض أهل العلم : العمه : عمى القلب ، والعلم عند الله تعالى . .
قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أخذ الكفار بالعذاب ، والظاهر أنه هنا : العذاب الدنيوي كالجوع والقحط والمصائب ، والأمراض والشدائد ، { فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ } أي ما خضعوا له ، ولا ذلوا { وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } أي ما يبتهلون إليه بالدعاء متضرعين له ، ليكشف عنهم ذلك العذاب لشدة قسوة قلوبهم ، وبعدهم من الاتعاظ ، ولو كانوا متصفين بما يستوجب ذلك من إصابة عذاب الله لهم . وهذا المعنى الذي ذكره هنا جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة الأنعام : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَاكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } وقوله في سورة