@ 279 @ ليسوا كذلك وقوله تعالى : { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } يدل بمفهوم مخالفته على أنه يسير على المؤمنين غير عسير كما دل عليه قوله تعالى : { مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَاذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } . .
وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أنبأنا عمرو بن الحارث : أن سعيداً الصواف حدثه أنه بلغه : أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين ، حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس ، وأنهم يتقلبون في رياض الجنة ، حتى يفرغ من الناس وذلك قوله : { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } ونقله عنه ابن كثير في تفسيره ، وأما على قول من فسر المقيل في الآية بأنه المأوى والمنزل كقتادة رحمه الله ، فلا دلالة في الآية لشيء مما ذكرنا . ومعلوم أن من كان في سرور ونعمة ، أنه يقصر عليه الزمن الطويل قصراً شديداً ، بخلاف من كان في العذاب المهين والبلايا والكروب ، فإن الزمن القصير يطول عليه جداً ، وهذا أمر معروف ، وهو كثير في كلام العرب . وقد ذكرنا في كتابنا المذكور بعض الشواهد الدالة عليه ، كقول أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم : : % ( أرقت فبات ليلي لا يزول % وليل أخي المصيبة فيه طول ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( فقصارهن مع الهموم طويلة % وطوالهن مع السرور قصار ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( ليلي وليلي نفى نومي اختلافهما % في الطول والطول طوبى لي لو اعتدلا ) % % ( يجود بالطول ليلي كلما بخلت % بالطول ليلي وإن جادت به بخلا ) % .
ونحو هذا كثير جداً في كلام العرب ، ومن أظرف ما قيل فيه ما روي عن يزيد بن معاوية أنه قال : ونحو هذا كثير جداً في كلام العرب ، ومن أظرف ما قيل فيه ما روي عن يزيد بن معاوية أنه قال : % ( لا أسأل الله تغييراً لما فعلت % نامت وقد أسهرت عيني عيناها ) % % ( فالليل أطول شيء حين أفقدها % والليل أقصر شيء حين ألقاها ) % .
وقد ورد بعض الأحاديث بما يدل على ظاهر آية الحج ، وآية السجدة . .
وسنذكر هنا طرفاً منه بواسطة نقل ابن كثير في تفسير هذه الآية من سورة الحج . قال ابن كثير : قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني عبدة بن سليمان ، عن