@ 6 @ الآخرة . وقد أشار تعالى إلى هذا الذي ذكرنا حيث قال : { ثم استوى على العرش الرحمان } وقال : { الرحمان على العرش استوى } فذكر الاستواء باسمه الرحمان ليعم جميع خلقه برحمته . قاله ابن كثير . ومثله قوله تعالى : { أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان } ؛ أي : ومن رحمانيته : لطفه بالطير وإمساكه إياها صافات وقابضات في جو السماء . ومن أظهر الأدلة في ذلك قوله تعالى : { الرحمان * علم القرءان } إلى قوله : { فبأى آلاء ربكما تكذبان } وقال : { وكان بالمؤمنين رحيما } فخصهم باسمه الرحيم . فإن قيل : كيف يمكن الجمع بين ما قررتم وبين ما جاء في الدعاء المأثور من قوله صلى الله عليه وسلم : رحمن الدنيا والآخرة ورحميهما . فالظاهر في الجواب والله أعلم أن الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا لكنه لا يختص بهم في الآخرة بل يشمل رحمتهم في الدنيا أيضا فيكون معنى : رحيمهما رحمته بالمؤمنين فيهما . .
والدليل على أنه رحيم بالمؤمنين في الدنيا أيضا : أن ذلك هو ظاهر قوله تعالى : { هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما } ؛ لأن صلاته عليهم وصلاة ملائكته وإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور رحمة بهم في الدنيا . وإن كانت سبب الرحمة في الآخرة أيضا وكذلك قوله تعالى : { لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم } فإنه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجارة للضمير الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وتوبته عليهم رحمة في الدنيا وإن كانت سبب رحمة الآخرة أيضا . والعلم عند الله تعالى . ! 7 < { وقوله ملك يوم الدين } > 7 ! لم يبينه هنا وبينه في قوله : { وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا } . .
والمراد بالدين في الآية الجزاء . ومنه قوله تعالى : { يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق } أي جزاء أعمالهم بالعدل .