@ 195 @ قال : يعني وقلت : بالعطف بواو محذوفة وهو أحد احتمالات ذكرها ابن هشام في ( المغني ) وجعل بعضهم منه : { إن الدين عند الله الإسلام } على قراءة فتح همزة إن قال : هو معطوف بحرف محذوف على قوله : { شهد الله أنه لا إلاه إلا هو } أي : وشهد أن الدين عند الله الإسلام وهو أحد احتمالات ذكرها صاحب المغني أيضا ومنه حديث : تصدق رجل من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره يعني ومن درهمه ومن صاع إلخ . .
حكاه الأشموني وغيره والحديث المذكور أخرجه مسلم والإمام أحمد وأصحاب السنن ومن شواهد حذف حرف العطف قول الشاعر : الخفيف : % ( كيف أصبحت كيف أمسيت مما % يغرس الود في فؤاد الكريم ) % .
يعني : وكيف أمسيت وقول الحطيئة : البسيط : % ( إن امرأ رهطه بالشام منزله % برمل يبرين جار شد ما اغتربا ) % .
أي : ومنزله برمل يبرين . .
وقيل : الجملة الثانية صفة ثانية لا معطوفة وعليه فلا شاهد في البيت وممن أجاز العطف بالحرف المحذوف الفارسي وابن عصفور خلافا لابن جني والسهيلي . .
ولا شك أن في القرءان أشياء لا يعلمها إلا الله كحقيقة الروح ؛ لأن الله تعالى يقول : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى } الآية وكمفاتيح الغيب التي نص على أنها لا يعلمها إلا هو بقوله : { وعنده مفاتح الغيب } . .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها الخمس المذكورة في قوله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث } . وكالحروف المقطعة في أوائل السور وكنعيم الجنة لقوله تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } وفيه أشياء يعلمها الراسخون في العلم دون غيرهم كقوله تعالى : { فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون } وقوله : { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } مع قوله : { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } وقوله : { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } وكقوله : { وروح منه } والرسوخ والثبوت . ومنه قول الشاعر :