@ 187 @ ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله : { ممن ترضون من الشهداء } وقوله : { وأشهدوا ذوى عدل منكم } . وقد تقرر في الأصول أن المطلق يحمل على المقيد كما بيناه في غير هذا الموضع . .
{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا ؟ وأشار إلى أنه أجابه بقوله في الخطأ : { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } وأشار إلى أنه أجابه في النسيان بقوله : { وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } فإنه ظاهر في أنه قبل الذكرى لا إثم عليه في ذلك ولا يقدح في هذا أن آية : { وإما ينسينك الشيطان } مكية ؛ وآية : { لا تؤاخذنا إن نسينا } مدنية إذ لا مانع من بيان المدني بالمكي كعكسه . .
وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قال الله تعالى : نعم . ! 7 < { قوله تعالى ربنا ولا تحمل علينآ إصرا كما حملته على الذين لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا ؟ ولم يبين الإصر الذي كان محمولا على من قبلنا وبين أنه أجاب دعاءهم هذا في مواضع أخر كقوله : { ويضع عنهم إصرهم والاغلال التى كانت عليهم } وقوله : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } وقوله : { وما جعل عليكم فى الدين من حرج } وقوله : { يريد الله بكم اليسر } إلى غير ذلك من الآيات . .
وأشار إلى بعض الإصر الذي حمل على من قبلنا بقوله : { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } ؛ لأن اشتراط قتل النفس في قبول التوبة من أعظم الإصر والإصر الثقل في التكليف ومنه قول النابغة : وأشار إلى بعض الإصر الذي حمل على من قبلنا بقوله : { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } ؛ لأن اشتراط قتل النفس في قبول التوبة من أعظم الإصر والإصر الثقل في التكليف ومنه قول النابغة : % ( يا مانع الضيم أن يغشى سراتهم % والحامل الإصر عنهم بعدما عرفوا بسم الله الرحمن الرحيم ) %