@ 257 @ السكران ، كما يجمع الزمن على الزمنى ، قاله أبو على الفارسي ، كما نقله عنه أبو حيان في البحر . وقيل : إن سكرى مفرد ، وهو غير صواب . .
واستدلال المعتزلة بهذه الآية الكريمة على أن المعدوم يسمى شيئاً ، لأنه وصف زلزلة الساعة ، بأنها شيء في حال عدمها قبل وجودها . قد بينا وجه رده في سورة مريم ، فأغنى عن إعادته هنا . .
مسألة .
اختلف العلماء في وقت هذه الزلزلة المذكورة هنا ، هل هي بعد قيام الناس من قبورهم يوم نشورهم إلى عرصات القيامة ، أو هي عبارة عن زلزلة الأرض قبل قيام الناس من القبور ؟ .
فقالت جماعة من أهل العلم : هذه الزلزلة كائنة في آخر عمر الدنيا ، وأول أحوال الساعة ، وممن قال بهذا القول : علقمة ، والشعبي ، وإبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وابن جريج . وهذا القول من حيث المعنى له وجه من النظر ، ولكنه لم يثبت ما يؤيده من النقل ، بل الثابت من النقل يؤيد خلافه . وهو القول الآخر . .
وحجة من قال بهذا القول حديث مرفوع ، جاء بذلك ، إلا أنه ضعيف لا يجوز الاحتجاج به . .
قال ابن جرير الطبري في تفسيره مبيناً دليل من قال : إن الزلزلة المذكورة في آخر الدنيا قبل يوم القيامة : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عبد الرحمان بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع المدني ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل من الأنصار ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما فرغ الله من خلق السمواتِ والأرضِ خلق الصُّور فأعطى إسرافيلَ فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى السماء ينظر متى يؤمر : ) قال أبو هريرة : يا رسول الله ، وما الصُّور ؟ قال : ( قرن ) ، قال : وكيف هو ؟ قال : ( قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات ، الأولى : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق : والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين ) ، يأمر الله عز وجل إسرافيل بالنَّفخة الأولى : انفخ نفخة الفزع فتفزع أهل السماوات والأرضِ إلا من شاء الله ويأمره الله فيديمها ويطولها فلا يفتر ، وهي التي يقول الله { وَمَا يَنظُرُ هَاؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } فيسير الله الجبال فتكون سراباً ، وترج الأرض بأهلها رجًّا ، وهي التي يقول الله { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ }