@ 15 @ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً } كما تقدم إيضاحه . .
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الآية الكريمة : والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله في حال مواجهة فرعون . ليكون ذكر الله عوناً لهما عليه ، وقوة لهما وسلطاناً كاسراً له ، كما جاء في الحديث : ( إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مُناجز قِرْنه ) اه منه . .
وقال بعض أهل العلم : { وَلاَ تَنِيَا فِى ذِكْرِى } لا تزالا في ذكري . واستشهد لذلك بقول طرفة : وقال بعض أهل العلم : { وَلاَ تَنِيَا فِى ذِكْرِى } لا تزالا في ذكري . واستشهد لذلك بقول طرفة : % ( كأن القدور الراسيات أمامهم % قباب بنوها لا تني أبداً تغلي ) % .
أي لا تزال تغلي . ومعناه راجع إلى ما ذكرنا . والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } . أمر الله جل وعلا نبيه موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام : أن يقولا لفرعون في حال تبليغ رسالة الله إليه ( قَوْلاً ليِّناً ) أي كلاماً لطيفاً سهلاً رقيقاً ، ليس فيه ما يغضب وينفر . وقد بين جل وعلا المراد بالقول اللين في هذه الآية بقوله : { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } وهذا والله غاية لين الكلام ولطافته ورقته كما ترى . وما أمر به موسى وهارون في هذه الآية الكريمة أشار له تعالى في غير هذا الموضع ، كقوله { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } . .
مسألة .
يؤخذ من هذه الآية الكريمة : أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالرِّفق واللِّين . لا بالقسوة والشدة والعنف . كما بيناه في سورة ( المائدة ) في الكلام على قوله تعالى : { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } . وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : قال يزيد الرقاشي عند قوله { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } : يا من يتحبب إلى من يعاديه ، فكشف بمن يتولاه ويناديه ؟ اه ولقد صدق من قال : فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } : يا من يتحبب إلى من يعاديه ، فكشف بمن يتولاه ويناديه ؟ اه ولقد صدق من قال : % ( ولو أن فرعون لما طغى % وقال على الله إفكا وزورا ) % % ( أناب إلى الله مستغفرا % لما وجد الله إلا غفورا ) %