@ 358 @ وعن طاوس أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحب الجهاد في سبيل الله تعالى ، وأحب أن يرى مكاني . فنزلت هذه الآية . وعن مجاهد قال : جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ، إني أتصدق وأصل الرحم ، ولا أصنع ذلك إلا لله تعالى ، فيذكر ذلك مني ، وأحمد عليه فيسرني ذلك ، وأعجب به فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً ، فأنزل الله تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } انتهى من تفسير القرطبي . ومعلوم أن من قصد بعمله وجه الله فعله لله ولو سره اطلاع الناس على ذلك ، ولاسيما إن كان سروره بذلك لأجل أن يقتدوا به فيه . ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله . والعلم عند الله تعالى . وقال صاحب الدر المنثور : أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ } قال : نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلهاً غيره ، وليست هذه في المؤمنين . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص ، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس قال : قال رجل : يا نبي الله إني أقف موقف أبتغي وجه الله ، وأحب أن يرى موطني ، فلم يرد عليه شيئاً حتى نزلت هذه الآية : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } . وأخرجه الحاكم وصححه ، والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه . فأنزل الله { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ } . وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة ، وابن عساكر من طريق السدي الصغير ، عن الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له ، فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله ، فنزل في ذلك : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } ، وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال : جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أتصدق بالصدقة وألتمس بها ما عند الله ، وأحب أن يقال لي خير ، فنزلت : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ } ا ه من ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) والعلم عند الله تعالى .