@ 27 @ .
فالأول تشبب بهن بضعف أركانهن والثاني بعجزهن عن الإبانة في الخصام . كما قال تعالى : { وَهُوَ فِى الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } . ولهذا التباين في الكمال والقوة بين النوعين ، صح عن النَّبي صلى الله عليه وسلم اللعن على من تشبه منهما بالآخر . قال البخاري في صحيحه : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن قتادة ، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ) هذا لفظ البخاري في صحيحه . ومعلوم أن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ملعون في كتاب الله . لأن الله يقول : { وَمَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } . كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه كما تقدم . .
فلتعلمن أيتها النساء اللاتي تحاولن أن تكن كالرجال في جميع الشؤون أنكن مترجلات متشبهات بالرجال ، وأنكن ملعونات في كتاب الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم . وكذلك المخنثون المتشبهون بالنساء ، فهم أيضاً ملعونون في كتاب الله على لسانه صلى الله عليه وسلم ، ولقد صدق من قال فيهم : ، ولقد صدق من قال فيهم : % ( وما عجب أن النساء ترجلت % ولكن تأنيث الرجال عجاب ) % .
واعلم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه . أن هذه الفكرة الكافرة ، الخاطئة الخاسئة ، المخالِفة للحس والعقل ، وللوحي السماوي وتشريع الخالق البارِىء . من تسوية الأنثى بالذكر في جميع الأحكام والميادين . فيها من الفساد والإخلال بنظام المجتمع الإنساني ما لا يخفى على أحد إلا من أعمى الله بصيرته . وذلك لأِن الله جلَّ وعلا جعل الأنثى بصفاتها الخاصة بها صالحة لأنواع من المشاركة في بناء المجتمع الإنساني ، صلاحاً لا يصلحه لها غيرها ، كالحمل والوضع ، والإرضاع وتربية الأولاد ، وخدمة البيت ، والقيام على شؤونه . من طبخ وعجن وكنس ونحو ذلك . وهذه الخدمات التي تقوم بها للمجتمع الإنساني داخل بيتها في ستر وصيانة ، وعفاف ومحافظة على الشرف والفضيلة والقِيم الإنسانية لا تقل عن خدمة الرجل بالاكتساب . فزعم أولئك السفلة الجهلة من الكفار وأتباعهم : أن المرأة لها من الحقوق في الخدمة خارج بيتها مثل ما للرجل ، مع أنها في زمن حملها ورضاعها ونفاسها ، لا قدر على مزاولة أي عمل فيه أي مشقة كما هو مشاهد . فإذا خرجت هي وزوجها بقيت خدمات البيت كلها ضائعة : من حفظ الأولاد الصغار ، وإرضاع من هو في زمن الرضاع منهم ، وتهيئة الأكل والشرب للرجل إذا جاء من عمله . فلو أجروا إنساناً يقوم مقامها ، لتعطل ذلك الإنسان في ذلك البيت التعطل الذي خرجت